سورة الشعراء - تفسير تفسير المنتخب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشعراء)


        


{فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27)}
21- ففررت منكم لما خفت أن تقتلونى بهذه الجناية التي لم تكن عن عمد، فوهب لى ربى فهْماً وعلماً، تفضلا وإنعاماً، وجعلنى من المرسلين.
22- أشار موسى إلى خصلة ذميمة من خصال فرعون، وبيَّن أنها تعبيد بني إسرائيل وذبح أبنائهم، وأبى أن تسمى تربيته في بيته نعمة، فسببها اتصافه بما تقدم، فألقى في اليَم لينجو من قتله، فآل إلى بيته، ولولا ذلك لرباه أبواه.
23- قال فرعون: وما صفة رب العالمين الذي تذكره كثيراً، وتدعى أنك رسوله حيث لا نعلم عنه شيئاً؟
24- قال موسى هو مالك السموات والأرض وما بينهما، إن كنتم موقنين بصدق هذا الجواب لانتفعتم واهتديتم، وعرفتم أن مُلْك فرعون المُدَّعى لا يذكر في جانب ملكه، فهو لا يعدو إقليماً واحداً في الأرض.
25- قال فرعون- يعجب لمن حوله من جواب موسى، أذْ ذكر ربَّا غيره لا يذكر في جانب ملكه ملك فرعون: كيف تسمعون كلام موسى؟
26- قال موسى ماضياً في أمره غير مبال بغيظ فرعون وسوء مقالته: رب العالمين خالقكم وخالق آبائكم السابقين، ومنهم مَن كان يدَّعى الأُلوهية كما تدَّعى، وقد لحقهم الفناء، وستفنى مثلهم فيبطل ما تدعيه، إذ الإله الحق لا يموت.
27- قال فرعون محرضاً قومه على تكذيبه: إن رسولكم لمجنون، حيث سألته عن حقيقة ربه فذكر لى أشياء وصفات غريبة.


{قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33) قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34)}
28- قال موسى: إن كنتم تعقلون فآمنوا برسالتى، لأن شروق الشمس وغروبها بتقدير مُحكم دليل ظاهر على الخالق، إذن فأنتم الأحِقَّاء بصفة الجنون.
29- قال فرعون لموسى: لئن اتخذت إلهاً غيرى لأجعلنك واحداً ممن عرفت سوء حالهم في سجونى، وقد لجأ إلى تهديده بهذا بعد أن يئس من رفع آثار صنع الخالق.
30- قال موسى متلطفاً طمعاً في إيمانه: أتجعلنى من المسجونين ولو جئتك ببرهان عظيم يصدقنى فيما أقول؟
31- قال فرعون: فأت بالذى يشهد بنبوتك إن كنت صادقاً في دعواك، قال ذلك طمعاً في أن يجد موطن ضعف في حجته.
32- فألقى موسى عصاه في الأرض أمامهم، فانقلبت ثعباناً حقيقياً، لا شيئاً مُزَوراً بالسِّحر يُشْبه الثعبان.
33- وأخرج موسى يده من جيبه آية ثانية، فإذا هي بيضاء، اشتد بياضها من غير سوء، حتى بهر الناظرين.
34- قال فرعون لقومه: إن موسى لساحر فائق في سحره. قال ذلك خشية أن يخضعوا للحق الذي رأوْه من موسى.


{يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35) قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37) فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43)}
35- وقال فرعون أيضاً: يريد هذا الساحر أن يقهرنى فيخرجكم من أرضكم، وذلك تحريض على موسى. إذ من أَشَقّ الأشياء مفارقة الوطن لا سيما إذا كانت قهراً. وطلب الرأى ممن يعبدونه ناسياً ألوهيته لقوة آيات موسى.
36- قال له قومه: أجِّل الفصل في أمرهما، وأرسل الجند في المدائن يجمعون لك السحرة من رعيتك، فالسحر يعارض بالسحر.
37- يأتوك بالعدد الكثير، وكلهم قد أجاد فن السحر ويفوق موسى عملا به ومراناً عليه. وقصدوا بهذا التخفيف من قلق فرعون.
38- فجمع السحرة من كل أرجاء البلاد، وحدد لهم وقت الضحى من يوم الزينة للاجتماع بموسى.
39- وقال الناس- يحث بعضهم بعضاً على الاجتماع في اليوم المعلوم لحضور الحفل المشهود-: هل أنتم مجتمعون؟ أي اجتمعوا.
40- وأعلنوا توقعهم انتصار السحرة، فيثبتون على دينهم، حمْلا على الاهتمام والجد في مغالبة موسى.
41- فلما جاء السحرة فرعون قالوا له: أيكون لنا قِبَلك أجر عظيم إن كنا نحن الغالبين؟.
42- قال فرعون: نعم لكم ما ذكرتم، ومع هذا الأجر العظيم تكونون من المقربين لدىَّ، ومن أصحاب الجاه والسلطان.
43- قال موسى للسحرة- حينما جاء الوقت المحدد في اليوم الموعود- ألقوا ما تريدون إلقاءه من السحر.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8